أخبار مهمةالأوقافشهر رمضان المباركعاجل

(10) التعلق بحبال الله.. السبيل إلى النصر والتمكين (نَصر العاشِر من رمضان أنموذجًا) بقلم الدكتور/ أحمد علي سليمان

(10) التعلق بحبال الله.. السبيل إلى النصر والتمكين (نَصر العاشِر من رمضان أنموذجًا) بقلم الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.

(10) التعلق بحبال الله.. السبيل إلى النصر والتمكين (نَصر العاشِر من رمضان أنموذجًا) بقلم الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.

 

وللقراءة كما يلي:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
(10) التعلق بحبال الله.. السبيل إلى النصر والتمكين
(نَصر العاشِر من رمضان أنموذجًا)
بقلم الدكتور/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
أكتب إليكم من جاكرتا عاصمة جمهورية إندونيسيا الشقيقة، وأدعو الله تعالى لكم بكل خير:
أيها المؤمنون: في يومِ العاشِر من رمضان/ السادس من أكتوبر، ذلكُمُ اليومُ العظيم، تجلَّت رحماتُ الله تعالى وفُيوضاتٌ من بَحر جودِه وكرَمِه وسَكينتِه، ومددٌ منه (جلَّ وعلا) ليس له حدودٌ على جيشِ مصرَ العظيم، برجالِه الأبطالِ الأبرار، فصاورا أسودًا في ساحة الوَغَى، أرْعَبوا العدوَّ وألجؤوه إلى الجُحور، وتَمكَّنوا من الثغور.. كسَروا غرورَه، وحطَّموا آلياتِه ومعنوياتِه، وتَكاثَروا في العبور العظيم؛ ليَرسموا مَلحمةً تاريخيةً مُلهِمةً في هذا اليوم العظيم، الذي هبَّتْ فيه نسائمُ النصرِ المبين، وزخَّت فيه بشائرُ الفرجِ والفرحِ، ليس في مصرَ فحَسب؛ بل في الوطن العربي، وفي العالم الإسلامي، وبينَ الأحْرار في كلِّ مكان.
لقد تَجلَّى كرمُ الله، وتَحلَّى جيشُ مصرَ العظيم بأخلاقِ النبوَّة، والأخلاق الإنسانيَّة، وضَربوا أروعَ الأمثلةِ في الإيمان بالله، والوفاء لمِصرِهم الغالية.. فكانوا نماذجَ مُشرفةً في الصَّبر والجَلَد والشَّهامة والشَّجاعة والإقدام.. في صَبر الصِّدق، وصِدقِ الصَّبر. لقدِ اسْتمسكوا بحِبال الله، وألقوا اليأسَ وراء ظهورِهم بعيدًا.. بعيدًا، وهُم مؤمنون أنَّ اليأسَ بعيدٌ عن الإسلام، بل إنَّ اليأس أعدى أعداء الإسلام.
أيْقَنوا أنَّ اليأس لا يَتمكَّن إلا مِن الضعيفِ الذي هزمَه الشيطانُ في عِراكِ الحياة.
إنَّ جنودَ مصرَ البواسل كانوا- وما يزالون وسَيَظلون- أقوياءَ بالله، مؤمنين به، فتحقَّقتْ فيهم الخَيريةُ ومحبَّةُ الله العظيم. والنبيُّ (صلَّى اللَّهُ علَيهِ وآلِه وسلَّمَ) يقول: (الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ…)( ).
وكانوا مُقْتدين بسيِّدنا رسول الله عليه الصَّلاةُ والسَّلام، الذي لم ييْأس من شيءٍ أبدًا على مَدار كفاحِه وجهادِه لنَشْر الحقِّ في كلِّ مكان، بل إنه كان دائمَ التَّفاؤل والاسْتبشار بتَوفيق الله وبنَصْره. لم يَيأسْ عندما أذاهُ المشركون.. لم ييأسْ لمّا عذَّبوا المسلمين.. لم ييأسْ من مُقاطعة المشركين له ولذويه وأقاربه وذَاقوا حينَها الفقرَ والمَرضَ والفاقَة.. لم ييأسْ لما تعدَّى عليه أهلُ الطائف.. لم ييأسْ لمّا خطَّطوا لقَتله.. لم ييأسْ هو وصاحبُه وهمَا في الغار والمشركون بخارجِه يريدونَ قتلَهما.. لم ييأسْ لمّا وصلَ إليه بعضُ المطارِدِين وهو في طريق الهِجرة.. لم ييأسْ لما دخلَ المدينةَ وهي بيئةٌ جديدةٌ عليه، وفيها ما فيها من التَّحدياتِ وقْتَذاك، وقد تركَ المهاجرون أموالَهم وأرضَهم وديارهم وكلَّ ما يَملكون في مكَّة، من أجلِ نُصرة دين الله.
لم ييأسْ لما دخلَ معركة بدرٍ وهو يعلم أنَّ ميزانَ القُوى غير متكافئ.. لم ييأسْ بعد هزيمة المُسلمين في أُحد.. لم ييأسْ يومَ الأحزاب وقد تكاثر عليه أهلُ الشَّر من كلِّ مكان.. لم ييأسْ من غَدر اليهود الذين خطَّطوا لقتله.. لم ييأسْ عندما توفِّي أولادُه واحدًا بعدَ الآخر… لم ييأسْ يومَ حُنين… لقد تحمَّل النبيُّ الكريم أحداثًا هائلة، بيدَ أنها مكَّنَتْه من تحمُّل عَظائم الأمور والشدائد.. وهكذا الكبار.. لم ييأسوا ولم يَقْنطوا؛ بل ظلّوا أقوياءَ بالله.
وهكذا كان جنودُ مصرَ البواسل، الذين توكَّلوا على الله، وأمَّلوا فيه خيرًا، فحقَّق اللهُ أملَهم، قال تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) (غافر:51)، فبعدَ ما حدثَ في سنة 1967م، كانت المَعنوياتُ محطَّمة، ولكنْ بالإيمان بالله والعزيمةِ الصادقة، والثقة في نصر الله المُبين، حقَّق اللهُ تعالى لمِصرنا الغالية ملحمةً تاريخيةً مُلهِمَة، في يوم العاشر من رمضان، وفي هذا المقامِ نتذكَّر قولَ الله تعالى: (إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ. وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) (الصافات: 172-173).
نتذكَّر بكلِّ فَخرٍ وعزٍّ وشكرِ لله الكريم، يومَ العاشرِ من رمضان ١٣٩٣هـ، السادسِ من أكتوبر ١٩٧٣م، يومَ انتصار القوات المصرية على الصهاينة، فقد دخَلنا هذه الحربَ وقد تسلَّحنا بالإيمان واليَقين في الله، ولم تفارقِ المصاحفُ الدباباتِ ولا المركبات، فأمدَّنا اللهُ بجنودٍ من جنوده التي لا يعلمُها إلا هو، فكان النَّصرُ المُبين.
رحمَ الله الرئيس البطل محمد أنور السادادات ورحمَ اللهُ الشهداءَ الأطهار، وباركَ اللهُ في جيشِ مصر العظيم، خيرِ أجنادِ الأرض، وباركَ في رِجالها الأبرار الذين حوَّلوا الانكسارَ إلى الانتصار، بفضل الله تعالى وعَونِه وحَولِه ومَددِه وقوَّتِه وتَوفيقِه والثِّقة فيه أولًا، ثمَّ بفضل التخطيط والاستعدادِ والتَّنفيذ المُحكَم لقوّاتنا المسلحة الباسلة. حمى اللهُ مصرَ وشعبَها وأرضَها وسماءها وبحارَها ونيلَها وجيشَها وأمنَها والقائمين على أمرها، هي وبلاد المسلمين والمحبين.
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا الصِّيَامَ وَالقِيَامَ وَصَالِحَ الأَعْمَالِ يَا رَبَّ العَالَمِينَ… اللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَهْلِيكُمْ وَأَنْجَالِكُمْ وَأَحْفَادِكُمْ وَذَرَارِيكُمْ أَجْمَعِينَ الفَرَحَ وَالسُّرُورَ وَالحُبُورَ، وَالسَّعَادَةَ العَامَّةَ التَّامَّةَ الكَامِلَةَ الشَّامِلَةَ الدَّائِمَةَ المُسْتَقِرَّةَ المُسْتَمِرَّةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ… نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلَامَةَ لَنَا وَلِأَوْلَادِنَا، وَلِمُجْتَمَعِنَا وَلِشَعْبِنَا.
اللَّهُمَّ احْفَظْ مِصْرَ شَرْقَها وَغَرْبَها، شِمالَها وَجَنوبَها، طُولَها وَعَرْضَها وَعُمْقَها، بِحارَها وَسَماءَها وَنِيلَها، وَوَفِّقْ يا رَبَّنا قِيادَتَها وَجَيْشَها وَأَمْنَها وَأَزْهَرَها الشَّرِيفَ، وَعُلَماءَها، وَاحْفَظْ شَعْبَها، وَبِلادَ المُحِبِّينَ يا رَبَّ العالَمِينَ.
وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبارِكْ على سَيِّدِنا وَمَوْلانا مُحَمَّدٍ، وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
خادم الجناب النبوي
خادم الدعوة والدعاة د/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: [email protected]
متابعة الصفحة الرسمية، وعنوانها: (الدكتور أحمد علي سليمان)؛ يضمن لك كل جديد

https: //www.facebook.com/drahmedalisoliman/

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »